کد مطلب:239582 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:91

حقا .. انها للعبقریة السیاسیة
و علی كل حال .. فلا شك أن المحاورات السیاسیة تعتبر من الصنایع المستظرفة ؛ و ذلك لما تتضمنه من تعریضات و كنایات ، حسبما تفرضه الاتجاهات السیاسیة ، التی یلتزم بها المتحاورون ..

و لذا .. نلاحظ أنه (ع) .. و ان كان یضمن كلامه الشكر للمأمون ، بل و یكتب تحت اسمه - حسب روایة الاربلی فقط - : بل جعلت فداك .. و لكنه یبطن كلامه ، و یضمنه تعریضات عمیقة ؛ بلهجة معتدلة ، لا عنف فیها ، و ذلك یعنی : أن الامام (ع) لم یتنازل عن مبدئه ، و لا حاد عن نهجه ، الذی اختطه لنفسه ، بوحی من رسالة الله ، و تعالیم محمد (ص) ، و خطی جده علی (ع) .. لم یحد عنه قید شعرة ، و لا هادن فیه ، و لا حابی أحدا ، حتی فی هذا الموقف ..



[ صفحه 347]



و لعمری .. لو كان ما كتبه الامام الرضا (ع) علی وثیقة العهد من شخص عادی آخر ، لكان یقال عنه الشی ء الكثیر تعظیما و تبجیلا ؛ حیث انه لم یضل عن خطته التی اختطها لنفسه ، و لا حاد عن نهجه قید أنملة .. مع أن المأمون كان قد فاجأه بطلب الكتابة علی الوثیقة ، و لم یكن هو مستعدا ، و لا متوقعا لذلك؛ لأن العادة لم تكن قد جرت علی ذلك ..

و هذا و لا شك مما یزید من عظمة الامام ، و یعلی من شأنه ، و یستدعی المزید من التعظیم و التبجیل له ..

و لكن الحقیقة هی : أنه - و هو الامام المعصوم - غنی عن كل تلكم التقریظات ، و عن ذلكم التعظیم و التبجیل ..